معرفة اسم الله الرحمن الرحيم

نشرت بواسطة مدونة إيمي البخاري في الثلاثاء، 15 يوليو 2014 0 التعليقات



(الرحمن) اسم مشتق من الفعل رحم، و(الرحمة) في اللغة هي الرقة والتعطف والشفقة، و(تراحم القوم) أي رحم بعضهم بعضاً، و(الرحم) القرابة.
والرحمن اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق من الرحمة وهو اسم مختص بالله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره، فقد قال عزّ وجلّ في كتابه: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ "110"}[سورة الإسراء].
معادلاً بذلك اسمه الرحمن بلفظ الجلالة الذي لا يشاركه فيه أحد، ورحمن على وزن فعلان وهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة والزيادة في الصفة.
و(الرحيم) .. اسم مشتق أيضاً من الفعل رحم .. والرحمن الرحيم من صيغ المبالغة... يقال راحم ورحمن ورحيم... فإذا قيل راحم فهذا يعني أن فيه صفة الرحمة... وإذا قيل رحمن تكون مبالغة في الصفة، وإذا قيل رحيم فهي أيضاً مبالغة في الصفة. 
والرحمة في الأصل رقة في القلب تستلزم التفضل والإحسان، وهذا جائز في حق العباد، ولكنه محال في حقِّ الله سبحانه وتعالى، والرحمة تستدعى مرحوماً... ولا مرحوم إلا محتاج، والرحمة منطوية على معنيين الرقة... والإحسان، فركز تعالى في طباع الناس الرقة وتفرد بالإحسان... 
وكما قلنا لا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى، إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة، أما الرحيم تستعمل في غيره، وهو الذي كثرت رحمته، وقيل أنَّ الله رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، وذلك أنَّ إحسانه في الدنيا يعم المؤمنين والكافرين، وفي الآخرة يختص بالمؤمنين، واسم الرحمن أخص من اسم الرحيم، وأبعد من مقدور العباد، فالرحمن هو العطوف على عباده بالإيجاد أولاً... وبالهداية إلى الإيمان وأسباب السعادة ثانياً... والإسعاد في الآخرة ثالثاً، والإنعام بالنظر إلى وجهه الكريم رابعاً... والرحمن هو المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد، والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد...
ولا يظن أحد أنَّ صفات الله سبحانه وتعالى تتأرجح بين القوة والضعف، وإياك أن تفهم أنَّ الله تأتيه الصفة مرة قليلة ومرة كثيرة، بل هي صفات الكمال المطلق... ولكن الذي يتغير هو متعلقات هذه الصفات. اقرأ قول الحقّ تبارك وتعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ "40"}[سورة النساء].
هذه الآية الكريمة... نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى... ثم تأتي الآية ونلاحظ هنا استخدام صيغة المبالغة (ظلام)... أي شديد الظلم. ويظن البعض أنَّ قول الحقّ سبحانه وتعالى:{وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ" 182"}[سورة آل عمران].
لا تنفي الظلم ولكنها تنفي المبالغة في الظلم..! نقول لهؤلاء: أنكم لم تفهموا المعنى الصحيح؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً... فالآية الأولى نفت الظلم عن الحقّ تبارك وتعالى ولو مثقال ذرة بالنسبة للعبد... والآية الثانية لم تقل للعبد ولكنها قالت للعبيد... والعبيد هم كل خلق الله... فلو أصاب كل واحد منهم أقل من ذرة من الظلم مع هذه الأعداد الهائلة، فإنَّ الظلم يكون كثيراً جداً، ولو أنه قليل في كميته؛ لأنَّ عدد من سيصاب به هائل. ولذلك فإنَّ الآية الأولى نفت الظلم عن الله سبحانه وتعالى، والآية الثانية نفت عنه الظلم أيضاً... ولكن صيغة المبالغة استخدمت لكثرة عدد الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة.
نأتي بعد ذلك إلى (رحمن ورحيم).... رحمن في الدنيا لكثرة عدد الذين تشملهم رحمته فيها، فرحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر… يعطيهم الله مقومات حياتهم ولا يؤاخذهم بذنوبهم، يرزق من آمن به... ومن لم يؤمن به، ويعفو عن كثير.. إذن: عدد الذين تشملهم رحمة الله في الدنيا هم كل خلق الله بغض النظر عن إيمانهم أو عدم إيمانهم، ولكن في الآخرة الأمر مختلف، فالله رحيم بالمؤمنين فقط... فالكفار والمشركون مطرودون من رحمة الله.. إذن: الذين تشملهم رحمة الله في الآخرة أقل عدداً من الذين تشملهم رحمته في الدنيا... فمن أين تأتي المبالغة؟                     
تأتي المبالغة في العطاء وفي الخلود في العطاء... فنعم الله في الآخرة أكبر كثيراً منها في الدنيا... المبالغة هنا بكثرة النعم وخلودها... فكأن المبالغة في الدنيا بعمومية العطاء، والمبالغة في الآخرة بخصوصية العطاء وكثرة النعم والخلود فيها. 
والرحمة الإلهية تشمل ثناياها العديد من الصفات، فمن رحمة الله تبارك وتعالى أنه الغفار..الوهاب.. الرزاق.. الشكور.. الكريم ..الواجد .. التواب .. العفو .. الهادي.
ورحمة الحقّ جلّ وعلا تغمر المخلوقات جميعاً منذ أن خلقها وإلى أن تقف بين يديه، فيدخلها جنته أو يذيقها عذابه.. وإذا تأملنا الكون المحيط بنا تجلت لنا رحمة الله عزّ وجلّ في كل صغيرة وكبيرة.
فالحقّ تبارك وتعالى كان رحيماً بنا حين خلقنا من العدم المطلق، ودون أن يكون لنا سابقة وجود، ودون أن نطلب منه ذلك، وكيف نطلب ولم نكن ساعتئذ شيئاً مذكوراً كما قال جلّ وعلا: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَّ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيئاً مَذْكُوراً""}[سورة الإنسان].                                                          
وكان رحيماً بنا حين أعد لنا هذا الكون الفسيح، موفراً لنا كل مقومات الحياة من قبل أن ننظر في مرآة الوجود... فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض، وهذا البعد الثابت يضمن لنا قدراً ثابتاً من الحرارة... لا يزيد فتقتلنا الحرارة، ولا ينقص فتقتلنا البرودة، والهواء يحيط بنا ويحوي الأوكسجين اللازم لعملية التنفس وأكسدة المواد الغذائية كي تنطلق الطاقة التي تكفل للجسم القيام بوظائفه، والماء الذي يمثل معظم مساحة الكرة الأرضية بما له من وظائف غير محصورة في جسم الإنسان، هذا فضلاً عن استخدامه في الطهارة التي تقي الإنسان شر الأمراض والآفات...
ومن رحمته عزّ وجلّ أنه جعل في الهواء من الخاصية ما يمكنه من حمل الطيور الطبيعية والصناعية وهي الطائرات التي ابتكرها الإنسان في العصر الحديث! وجعل في الماء من الخاصية ما يمكنه من حمل السفن العملاقة التي تحمل الناس بأمتعتهم مئات بل آلافاً من الأميال إلى أماكن لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس أو غير بالغيها أبداً... فالحقّ جلّ وعلا كان يعلم أزلاً أنَّ الأرض سوف تعمر بنسل آدم وسيصبح من الضروري أن تستجد وسائل مواصلات أكثر قوة وسرعة... تسهل عليه التنقل عبر المسافات المتباعدة، فلولا الطائرات والسفن ما كان الإنسان ليصل إلى الأمريكتين الشمالية والجنوبية أو إلى قارة أستراليا مثلاً... وما كان التعامل بين دول العالم ليصل إلى ما وصل إليه.
إنَّ مرحلة إعداد الكون لم تكن مصورة فقط على توفير مقومات الحياة البدائية التي عاشها الإنسان في بدء الخليقة... بل إنَّ الحقّ جلّ وعلا قد وضع في الكون عناصر ومواد، وهو يعلم أن استخدامها سيحين بعد آلاف أو ملايين من السنين حينما يزحف العمران على سطح الكرة الأرضية... خذ على سبيل المثال عنصر البترول الذي يمثل أهم مصادر الطاقة والذي تستخدمه الطائرات والسيارات والماكينات المختلفة في دورتها الحركية.
انظر إلى سائر العناصر التي استخدمها الإنسان في صناعة المبتكرات الحديثة... هل وجدت هذه العناصر في باطن الأرض بمحض الصدفة... إنه الجهل بعينه أن نتصور كما تصور الشيوعيون أنها موجودة بالصدفة المحضة... لأن الحقيقة التي قررها القرآن الكريم ويقبلها العقل وتطمئن لها الفطرة السليمة... هي أنَّ الله تبارك وتعالى هو الذي خلق هذه العناصر، فقد قال جلّ وعلا: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ "62"}[سورة الزمر]. 
وبعد أن خلقها ادخرها في باطن الأرض حتى يُمكن الإنسان من الاستفادة بها في وقت الحاجة إليها... وحتى يستطيع بنو آدم التواؤم مع الظروف الجديدة والمتمثلة في زيادة أعدادهم وانتشارهم عبر جميع بقاع الكرة الأرضية. وإذا تساءلنا: هل كان الإنسان ليستطيع أن ينتقل بين أماكن بينها آلاف الأميال لولا وسائل المواصلات الحديثة؟ وهل كان يستطيع الاتصال بأبناء جنسه المقيمين بالأقطار المختلفة لولا أجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية؟ 
بالطبع ما كان الإنسان ليستطيع ذلك لولا وسائل المواصلات وأجهزة الاتصال... وما كان أيضاً ليستطيع أن يتوصل إلى هذه الاختراعات المبتكرة لولا وجود هذه العناصر التي تدخل في تكوينها... والتي أعدها الله جلّ وعلا برحمته سلفاً وادخرها في باطن الأرض حتى يحين وقت استخدامها... وبعد أن أعد لنا عزّ وجلّ هذا الكون، أعد لنا في بطون أمهاتنا رحماً رحيماً بنا يأتينا فيه الرزق... بلا حول ولا قوة... رزقاً منه تبارك وتعالى بلا تعب ولا مقابل... يقول عزّ وجلّ في الحديث القدسي:[أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسماً من اسمي فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته]
ومن رحمته جلّ وعلا أنه ينبت لنا من الأرض الجدباء طعاماً نأكله وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا"50"}[سورة الروم].

ومن رحمته أنه جعل لنا الليل سكناً لنجد فيه الراحة والسكينة بعد عناء العمل، وجعل لنا النهار للسعي والعمل واكتساب القوت فقال عزّ وجلّ: {وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ"73"}[سورة القصص].

ومن رحمته أنه أرسل الرسل بالرسالات السماوية إلى الناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وأرسل رسوله محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم... خاتم الأنبياء والمرسلين بالهدى ودين الحقّ ليكون رحمة للعالمين، فيقول تعالى: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"155"}[سورة الأنعام].                                                        
ويقول سبحانه: {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ "63"}[سورة الأعراف].        
ويقول عزّ وجلّ:  {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"204"}[سورة الأعراف].                                                   
فالقرآن الكريم الذي أُنزل على خاتم النبيين والمرسلين هو الرحمة العظمى التي جاد بها الله عزّ وجلّ على بني آدم، فمنهم من قبلها ومنهم من أعرض. 
القرآن الكريم هو الذي أخرج المؤمنين من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، ونقلهم من العقائد الواهية التي بُنيت على الوهم والظن إلى عقيدة قويمة بُنيت على اليقين الذي لا يقبل الشك؛ فمن آمن بالقرآن الكريم واتبع أوامره وانتهى عن نواهيه كان له نوراً وشفاء ورحمة، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {وَنَزَّلنَا عَليكَ الكِتَابَ تِبيانَاً لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدَىً وَرَحمَةً وَبُشرَى لِلمُسلِمِينَ"89"}[سورة النحل].  
ويقول سبحانه:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ"82"}[سورة الإسراء].  
ويقول تبارك وتعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"52"}[سورة الأعراف].                    
ويقول الحقّ سبحانه:  {تِلكَ آَيَاتُ الكِتَابِ الحَكِيمِ "2" هُدًى وَرَحْمَةً لِلمُحْسِنِينَ"3"}[سورة لقمان].                                    
ويقول جلّ جلاله: { فّقّدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِن رَّبِكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ "157"}[سورة الأنعام].
ومن رحمته جلّ وعلا أنه بينَّ لنا موجبات رحمته، وعرفنا السبيل إلى استجلابها، فقال تعالى:  {إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَّ المُحْسِنِينَ "56"}[سورة الأعراف]. 
فأوضح بذلك أنَّ رحمته تبارك وتعالى تكون قريبة من عباده المؤمنين به، الطائعين له... فهؤلاء يتغمدهم برحمته... فينجيهم من كروب الدنيا ويبعثهم يوم القيامة... يوم الفزع الأكبر... آمنين... ألم ينج الله عزّ وجلّ هوداً عليه السلام من قوم عاد بعد أن كفروا بما جاءهم من عقيدة التوحيد واتهموه بالسفاهة... وكادوا يفتكون به وبمن اتبعه من المؤمنين؟ وفي ذلك يقول عزّ وجلّ: {فَأَنجَينَاه وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤمِنِينَ"72"}[سورة الأعراف].                                       
وصالح عليه السلام حين أمر قومه ألا يقربوا الناقة.. وأن يذروها تأكل في أرض الله.. ولا يمسوها بسوء.. فعقروها.. فأصابتهم الصيحة.. ونجى الله صالحاً ومن آمن معه، وفي ذلك يقول جلّ وعلا: {فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ "66"}[سورة هود].

كما قال عزّ وجلّ: عن شعيب عليه السلام: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ"94"}[سورة هود]. 

ولعلنا لا ننسى في هذا المدار أهل الكهف.. وكيف أنَّ الله تبارك وتعالى قد جعلهم عبرة ودليلاً على أن الإيمان القويم المصحوب بالصدق في القول والعمل.. يستجلب رحمة الله لتغمر المؤمن به الملتزم بطاعته ولتجعل له الصعب سهلاً... إنَّ قصة أهل الكهف..هي قصة كل قوم يفرون من الطغاة الذين يحاولون حملهم قسراً على الكفر بالله.. فيفروا بدينهم... لقد اختبأ الفتية في كهف... والحقّ تبارك وتعالى يصفهم في كتابه الكريم بقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً "13"}[سورة الكهف]

وبهذه الصفة علمنا أنَّ أهل الكهف.. لم يكونوا من الشيوخ الضعفاء أو مجموعة من النساء.. إنما هم فتية... أي فيهم شباب وفتوة، وأنهم آمنوا بربهم.. أي أنهم فتية مؤمنون بالله.. وأنَّ الله سبحانه وتعالى لما آمنوا به زادهم إيماناً وهدى من عنده... فالله جلّ جلاله يزيد المؤمن إيماناً.. ويعينه على الطريق مادام إيمانه صحيحاً وقوياً... مصداقاً لقول الحقّ سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدُوا زَادَهُمْ هُدَىً "17"}[سورة محمد].                                    
إنَّ الحقّ سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلى أنه يعين المؤمن على طريق الإيمان فيزيده من فضله.. هؤلاء الفتية خافوا على دينهم وخافوا على عقيدتهم من أن يجبرهم حكامهم على عبادة غير الله.. ففروا بدينهم إلى كهف في الجبل.. يختبئون فيه من الطغاة الكفرة.. والكهف مكان ضيق.. لا يستطيع الإنسان أن يمضي فيها إلا وقتاً قصيراً.. واقرأ قول الحقّ جلّ وعلا: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً"16"}[سورة الكهف]. 
الحقّ سبحانه وتعالى يريد منا أن نعلم.. أنَّ هذا الكهف الضيق الذي بكفرنا البشري وتفكيرنا المادي نظن أنه سيضيق عليهم مكاناً بمساحته الصغيرة.. وزماناً بأنه لا أحداث فيه... هذا الكهف إن ضاق عليهم مساحة، فلن يضيق عليهم إنعاماً.. فرحمة الله سبحانه وتعالى ستجعل هذا المكان الضيق يبدو رحباً واسعاً.. فلا يحسون بضيق المكان.. والزمن يتوقف فيه فلا يحسون بضيق الزمان.. بل تأتي رحمة الله لتحيط بهم... إنَّ هذا يلفتنا إلى أنَّ كل من يفر بدينه.. إلى مكان غير الذي يقيم فيه، ومهما كان هذا المكان ضيقاً فإنَّ الله برحمته يجعله واسعاً رحباً؛ فإن كان هذا المكان فيه ضيق في الرزق... فتح الله للمستمسك بدينه من أبواب الرزق ما يجعله أغنى الأغنياء.. وإذا كان هذا المكان يضيق بالغرباء.. أي لا يرحب فيه بغريب.. وضع الله من رحمته في قلوب سكان هذا المكان ما يجعلهم أشد الناس ترحيباً به.. وإن كان هذا المكان ضيقاً بمن فيه أي مزدحماً أوجد الله له مكاناً متسعاً يعيش فيه... لقد غمر الله أهل الكهف برحمته مكافأة لهم على الفرار بدينهم.. فلم يجعلهم يفكرون في أنهم مضطهدون حتى لا يعيشوا في قلق ورعب من أن يلحق بهم الطغاة الكفرة، أو يكتشفوا مخبأهم، كما أزال من حياتهم همَّ البحث عن الطعام والشراب؛ لأنَّ عملية البحث كانت ستعرضهم لظروف قاسية كل يوم... هي أن يخرج أحدهم من الكهف ليأتي لهم بطعام وشراب، وهو يتلفت حوله خوفاً من أن يراه أحد أعوان الطغاة، فيرشدهم إلى الكهف.. أو أن يتتبعه أحد فيكشف سرهم.. لذلك ألقى عليهم (أمنه نعاساً) أي ألقى عليهم النوم في الكهف.. فلا يشعر بهم أحد، ولا يشعرون بالوقت.. ولا يحتاجون إلى طعام وشراب.. وهكذا نجاهم الله برحمته من كل ضيق دنيوي.. فلا هم أحسوا بضيق المكان، ولا أحسوا بملل الزمان، ولا أحسوا بقلق توقع الخطر، ولا أحسوا بضيق حياتهم .. بل الله تبارك وتعالى برحمته المطلقة أذهب الضيق تماماً.. وكانت هناك آيات بقدرة الله تولتهم بعنايته ورحمته. 

ونبيّ الله أيوب عليه السلام حين اشتد عليه البلاء فالتزم الصبر ولم يخرج عن حدود الإيمان القويم فغمره الله برحمته ورفع عنه البلاء وأعاده إلى حال أحسن من حاله قبل البلاء. وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {وَأيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"83" فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"84"}[سورة الأنبياء].

ويقول جلّ وعلا عن إدريس وإسماعيل وذا الكفل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الكِفْلِ كُلٌّ مِنَّ الصَّابِرِينَ"85"وَأَدْخَلنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِنَّ الصَّالِحِينَ"86"}[سورة الأنبياء]

ورحمة الله لا تقتصر على المؤمنين الطائعين فقط بل تمتد لتشمل ذريتهم من بعدهم تكريماً لهم وسكينة لأنفسهم... وقد رأينا ذلك في قصة العبد الصالح والجدار والتي قال عنها المولى عزّ وجلّ: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً "82"}[سورة الكهف].

إنَّ الآيات القرآنية الكريمة التي جعلت الإيمان بالله تبارك وتعالى وطاعته سبباً لاستجلاب رحمته عديدة .. فقد قال جلّ وعلا: {وَأَطِيعُوا اللهَ والرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"132"}[سورة آل عمران].                       
وقال جلّ شأنه: {يَقُولُونَ رَبِّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيرُ الرَّاحِمِينَ"109"}[سورة المؤمنون].                              
وقال سبحانه وتعالى: {فَأصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"10"}[سورة الحجرات].

ولعل في سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم خير دليل على العلاقة الوطيدة بين إيمان العبد ودخوله في رحمة الله.. فنبينا عليه الصلاة والسلام لا يضاهي في كمال إيمانه وشدة طاعته والتزامه.. ولذلك كان رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام مشمولاً برعاية الله ورحمته في كل لمحة ونفس منذ أن شرف الوجود بمولده وإلى أن لقي ربه عزّ وجلّ .. ألم تشمله الرحمة الإلهية في الغار إذ أوشك أن يعثر عليه كفار قريش؟ وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"40"}[سورة التوبة].

ألم تشمله الرحمة حين التف الكفار حول داره يريدون قتله والخلاص من رسالته.. فأعمى الله عيونهم عنه وخرج آمنا مطمئناً إلى حيث غايته، وفي ذلك يقول الحقّ جلّ وعلا: {وَجَعَلنَا مِن بَينِ أَيدِيهِمْ سَداً وَمِن خَلفِهِمْ سَداً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبصِرُونَ"9"}[ سورة يس].

كم من المعارك الضارية خاضها المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو على رأس أصحابه، وكم من محاولة غادرة ماكرة حاكها الكفار والمشركون للخلاص منه ومن رسالته.. ولكن هيهات..هيهات أن يتحقق ما ينشدون.. فالحقّ سبحانه وتعالى رحمة بالبشرية جمعاء شمل نبيه بعنايته ورحمته؛ وشمل الرسالة برعايته وحمايته، حتى يخرج الناس من الظلمات إلى النور وقد قال جلّ وعلا: {َويَأبَى اللهُ إِلا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِه الكَافِرُونَ"32"}[سورة التوبة]. 
{واللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَو كَرِهَ الكَافِرُونَ "8"}[سورة الصف]. 
ولم يكن رسول الله عليه الصلاة والسلام مشمولاً برحمة الله فحسب .. بل كان هو نفسه رحمة تمشي على الأرض .. ومن يتتبع رسالته وما أحدثته في تاريخ العالم من تغيير سيدرك على الفور أنه رحمة من الله للناس كافة وهذه الرحمة قد غمرت من آمن به.. ومن لم يؤمن.. وإن اختلفت في القدر والكيف.. وقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ "107"}[سورة الأنبياء]. 
ومن رحمة المولى تبارك وتعالى أنه كتب على نفسه الرحمة كما ذكر في قوله تعالى: {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ"12"}[سورة الأنعام].                                                                 
{فَقُلْ سَلامٌ عَلَيكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ "54"}[سورة الأنعام]. 
وهذه الكتابة لا تنفي أنَّ الرحمة صفة أصلية له.. متعلقة بذاته... ولكي نفهم ذلك ينبغي أن ندرك أن صفات الله عزّ وجلّ لا ترغمه على أن يتصرف وفقاً لها.. بمعنى أنه عزّ وجلّ رحيم، والرحمة صفة أصليه له، متعلقة بذاته.. ولكننا نرى أحياناً أنه سبحانه يعامل بعض مخلوقاته بلا رحمة؛ لأنه إن شاء ذلك فعل... فهو سبحانه وتعالى لا يحكم على نفسه معاملة خلقه بمنتهى الرحمة.. فكان الفرض منه وعليه، ورحمة الله قد وسعت كل شيء، فشملت المؤمن والكافر، المطيع والعاصي، الحيوان والنبات، بل وشملت الجماد أيضاً.. وقد قال جلّ وعلا: {قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كَلَّ شَيءٍ"156"}[سورة الأعراف].  وقال تعالى:{ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَعِلماً "7"}[سورة غافر]. 
ولعلك تشعر بالرحمة الفياضة إذا تأملت قطة ترضع صغيرتها.. أو أسداً يداعب شبله في معركة لا يلحق الصغير منها أذى.. إنها رحمة الله التي لم تترك صغيرة ولا كبيرة في الكون إلا غمرتها.. وقد قلنا مراراً إنَّ الله عزّ وجلّ رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.. فرحمانيته في الدنيا شملت جميع خلقه.. المؤمن والكافر والطائع والعاصي.. بينما يختلف الأمر في الآخرة، إذ أنَّ رحمته ستشمل المؤمن فقط.. فكما شملتهم في الدنيا باسمه (الرحمن) فإنه سوف يشملهم في الآخرة باسمه (الرحيم) فيغفر لهم خطاياهم ويرحمهم ويدخلهم جنته برحمته، وفي ذلك يقول جلَّ وعلا: {أُوْلَئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "71"}[سورة التوبة].
{فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ"175"}[سورة النساء]. ويقول وقوله الحقّ: {سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ "99"}[ سورة التوبة].

وإذا تتبعنا اسمه عزّ وجلّ (الرحمن) في الآيات القرآنية التي ورد فيها وكذلك إذا تتبعنا اسمه (الرحيم) لتأكد لدينا أنه رحمن الدنيا ورحيم الآخرة. خذ على سبيل المثال قوله تعالى: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً "44"يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً"45"}[سورة مريم].                                                            
لقد ورد اسم (الرحمن) في الآيتين السابقتين ولم يرد اسم الرحيم.. وذلك لأنَّ رحمانية الله في الدنيا شملت جميع خلقه.. ولو لم تشملهم جميعاً.. لما أمهل الله عزّ وجلّ الشيطان إلى يوم القيامة، ولما أمهل آزر رغم أنه متمسك بشركه وكفره...

وتأمل أيضاً قوله تعالى: {لِتَتلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ"30"}[سورة الرعد].                                
فعلى الرغم من كفر الكافرين، وضلال الضالين.. تجد أنَّ الحقّ جلّ وعلا يشملهم برحمانيته فيمهلهم ويمد لهم في الوقت لعلهم يذكرون أو يخشون... وبينما تدل الآيات التي ورد فيها اسم (الرحمن) على شمول الرحمانية لجميع المخلوقات في الدنيا، نجد أنَّ اسم (الرحيم) لا يرد في الغالب إلا مع المؤمنين الطائعين أو التائبين النادمين ويتجلى ذلك في قوله تعالى: { فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"160"}[سورة البقرة]. 
{أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحيمٌ"218"}[سورة البقرة].                   {فَإِنِ انتَهَوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحيمٌ"192"}[سورة البقرة].

ومن كمال رحمته جلّ وعلا أنه لا يأخذ الكافر والمشرك والعاصي بذنوبهم على الفور.. بل يمدُّ لهم ويمهلهم لعلهم يرجعون... وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً "45"}[سورة فاطر].                                                   
فالله سبحانه وتعالى يأخذ الجميع ثم يتغمد عباده برحمته... فيقيهم عذاب ناره، ويسكنهم فسيح جناته... وإن كانت رحمة الله عزّ وجلّ عامة شاملة في الدنيا كما أوضحنا.. فهذا لا ينفي أنَّ المؤمن يختص منها بنصيب متميز.. فالرحمن بالكفار والعصاة تتجلى في إبقاء الله لهم وإمهالهم إلى أن يحين أجلهم.. ويتجلى أيضاً في أنَّ الله تبارك وتعالى لا يحرمهم من نعمه.. 
أما رحمة الله بالمؤمن.. فهي الحياة الكريمة الهادئة المستقرة في الدنيا والآخرة.. إنها الحياة التي ينعم المؤمن فيها برضاه عن نفسه وعن خالقه وعن حياته.. وحتى ولو ابُتلى أشد البلاء.. في صحته أو ماله أو أهله.. وماذا يبغي الإنسان منا أكثر من ذلك؟
وانطلاقاً من هذه الحقيقة اختص تبارك وتعالى أمة التوحيد الصحيح الكامل.. أمة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم برحمات لا تحصى.. منها بل من أهمها القرآن الكريم.. الرحمة العظمى.. تلك الرحمة العامة التي قبلوها دون غيرهم من أمم الكفر والشرك.. فغمرتهم دون سواهم.. هذه الرحمة التي تتجلى في القلوب فلا يشعر بها إلا من قبلها.. ويعمي عنها من رفضها وردها.. فلا يلمس لها أثراً في نفسه ولا في غيره.
ومن هذه الرحمات أيضاً أنَّ الحقّ تبارك وتعالى جعل لأمة محمد في قلب نبيهم رأفة ورحمة بهم.. ولقد كان لرحمته عليه الصلاة والسلام بصحابته والتابعين ما لها من الآثار والنعم.. تلك النعم التي لم تنقطع من بعثته وإلى وقتنا هذا.. فحسبه عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم أنه على المسلمين قال:  [أنَّ من لا يَرحم لا يُرحم----- وأنَّ مثلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..] 
وقد قال جلّ وعلا: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ "128"}[سورة التوبة]. 
ومن هذه الرحمات أيضاً أنه عزّ وجلّ جعل في قلوبهم رأفة ورحمة فيما بينهم مما أشاع الودّ والترابط بينهم.. وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {وَجَعَلنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأفَةً وَرَحْمَةً "27"}[سورة الحديد].                
ويقول سبحانه أيضاً: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُمْ"29"}[سورة الفتح].                                                    
ومن هذه الرحمات أنه جلّ وعلا يسر عليهم الحساب حتى يجتازوا الاختبار ويؤدوا الأمانة التي حملوها باختيارهم.. فينتهوا إلى النعيم الأبدي الذي لا يعتريه شقاء ولا كرب ولا ملل.. فمن جاء منهم بالحسنة ضاعفها له إلى عشرة أمثالها.. وإلى سبعمائة ضعف.. ويضاعف فوق ذلك لمن يشاء.. ومن أتى بالسيئة فلا يجزي إلا بها، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ "160"}[سورة الأنعام].                            
كما قال سبحانه: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ"89"}[سورة النمل].                                  
{... وَمَن يَقتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ"23"}[سورة الشورى].                                           
وقال تبارك وتعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"261"}[سورة البقرة].                                               
وقد جاء في حديث المصطفى عليه السلام: [ إنَّ الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بينَّ ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة كاملة، فإن هو همَّ بحسنة فعملها، كتبها الله له عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها، كتبها الله له حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة]. 
وفضلاً عن ذلك فإنه تبارك وتعالى قد فتح أمامهم باب التوبة والمغفرة على مصراعيه.. حتى إذا ما أذنبوا فندموا فاستغفروا فرجعوا إليه غفر لهم ذنوبهم وتغمدهم برحمته وفي ذلك يقول جلّ وعلا: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"53"}[سورة الزمر].                                                 
ويقول سبحانه وتعالى: {فَإِنِ انتَهُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رحِيمٌ"192"}[سورة البقرة].
ويقول جلّ وعلا: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"89"}[سورة آل عمران].                             
ويقول سبحانه: {... أَنَهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءَاً بِجَهَالَةٍِ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "54"}[ سورة الأنعام].                                              
ومن رحمته بهم أيضاً أنه فتح أمامهم أبواب الخيرات.. لترجح كفة حسناتهم فينتهوا إلى حيث النعيم الأبدي.. إلى حيث صفاء النفوس المؤمنة صفاء لا يعكره كدر.. بل نعيم لا يشوبه انقطاع أو يقطعه ملل... لقد نوَّع المولى عزّ وجلّ لهذه الأمة مصادر الحسنات.. ما بين صلاة وصيام وحج.. وفرض على نفسه أن يكافئ المحسن ولو على ذرة من الخير عملها في وقت من الأوقات، وفي ذلك يقول جلّ وعلا: {فَمَن يَعْمَلْ مِثقَالَ ذَرَةٍ خَيراً يَرَهُ "7"}[سورة الزلزلة].
فالابتسامة في وجه أخيك صدقة.. وإماطة الأذى عن الطريق صدقة.. الكلمة الطيبة صدقة.. اللقمة يضعها المرء في فم امرأته له بها صدقة.!!!! 
أي رحمة بعد ذلك وأي تخفيف؟ إنه سبحانه وتعالى يتلمس لنا أسباب النجاة والفوز بالجنة، ويهيئ لنا من أبواب الخير ما يحول بيننا وبين جهنم والعياذ بالله.. فما علينا إلا أن نسلك الطريق وأن نغتنم هذه التيسيرات فنتقي النار ولو بشق تمرة.
إن كل شيء في الكون رحمة من الله سبحانه وتعالى بخلقه حتى لو تبدي للناظرين أنه عناء وشقاء.. الشياطين.. الحيوانات المفترسة.. الثعابين.. العقارب.. الفجائع التي تصيب الإنسان في الأهل والأحباب.. في الصحة والمال.. كل هذا من رحمة الله بخلقه... فمن حكمته تبارك وتعالى ورحمته أنه أوجد للإنسان أعداء متعددين يلاحقونه دوماً.. حتى إذا ما ضاق بهم ذرعاً.. وعجز عن مقاومتهم.. لجأ إلى خالقه.. ليكون له طوق النجاة.. ولو أنه عزّ وجلّ لم يفعل ذلك لما ذكر الإنسان ربه إلا قليلاً.
هكذا يتجلى لنا أن الرحمة قد تكمن في جوف النقمة.. ولا شك أنَّ كل ما يقرب الإنسان من خالقه هو الخير بعينه والرحمة بعينها وإنْ تجلى للسطحيين أنه نقمة ليس لوجودها مبرر... والمؤمن يجب أن يدعو الله دائماً أن يتغمده برحمته في الدنيا والآخرة.. فالدعاء لاستجلاب الرحمة من خصال المؤمنين الصادقين المتقين الذين يخشون الله عزّ وجلّ ويخشون عذابه لأنهم على يقين أنَّ الله حقّ وأنَّ الجنة حقّ وأنَّ النار حقّ... ولنقرأ قوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ "286"}[سورة البقرة].                             وقوله تعالى: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ "46" قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ"47"}[سورة هود].           
وقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ يَرجُونَ رَحْمَتَ اللهِ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"218"}[سورة البقرة].   وقوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعدَ إِذْ هَدَيتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لُدُنكَ رَحْمَةً..."8"}[سورة آل عمران].                         
وقوله تعالى: {... رَبَّنَا آَمَنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارحَمنَا وَأَنتَ خَيرُ الرَّاحِمِينَ"109"}[سورة المؤمنون].                                                 
ولا يظن المؤمن أنه آمن بمحض مشيئته.. ولا يظن الطائع أنه أطاع بخالص قدرته وإرادته؛ لأنَّ الانتقال من الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة يكون برحمة الله وتوفيقه واتل قوله تعالى: {... وَلَولا فَضلُ اللهِ عَلَيكُمْ وَرَحمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَداً...."21"}[سورة النور].                                                           
ورحمة الله عزّ وجلّ مطلقة كسائر صفاته، ولقد أشار الحقّ تبارك وتعالى إلى ذلك في العديد من الآيات القرآنية.. فقال جلّ وعلا: {... قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَن أَشَاءُ وَرَحمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ...."156"}[ سورة الأعراف].
وقال سبحانه: {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"92"}[سورة يوسف].                                                            
إنه عزّ وجلّ أرحم الراحمين وخير الراحمين، ورحمته وسعت كل شيء.. فهي الرحمة المطلقة التي غمرت كل المخلوقات.. وغمرت كل البشرية بما فيها من عناصر الكفر بالله والشرك به والمعصية له والجحود بأنعمه.. ومن العجيب أنَّ هذه العناصر الكافرة والمشركة والعاصية تحاول هباء أن تشكك في طلاقة الرحمة.. فيقولون: كيف تكون رحمة الله مطلقة رغم أنه سيدخل بعضاً من خلقه جهنم ويذيقهم أشد العذاب؟.
إنهم يحاولون بذلك أن يتلمسوا لأنفسهم مخرجاً إذ ما اكتشفوا بعد الموت أنَّ الله عزّ وجلّ حقّ، وإذا ما اكتشفوا زيف عقائدهم التي أصروا عليها في الدنيا... وقد بينّا في غير موضع سذاجة فكرهم وسطحية عقولهم، وجهلهم بمفهوم الكمال الإلهي.. ونكرر ما ذكرنا من قبل في هذه الجزئية الهامة حتى يعلم من لم يعلم، ويتثبت من علم. 
لقد قلنا رداً عليهم: أنَّ هذا فهم قاصر.. إذ أنَّ رحمة الله قد شملت جميع مخلوقاته منذ أنْ خلقهم من العدم المطلق وتكفل بتوفير مقومات الحياة لهم من هواء وماء وطعام إلى غير ذلك مما لا نستطيع حصره، وفي مقابل ذلك طلب منهم عبادته وطاعته بما هو ميسور لهم من العبادات، وهذه العبادة ليست إلا القيام ببعض الأعمال وامتناع عن بعض.. علماً بأنَّ الالتزام بالفعل والامتناع يكفل لهم حياة كريمة هادئة ويحقق لهم الأمن والأمان وسعادة الدنيا والآخرة، فإذا أطاعوا الله فيما أمر به ونهى عنه فستشملهم رحمته في الآخرة كما شملتهم في الدنيا... وأما من عصى ولم يعبد الله بما يتناسب مع نعمه عليه فقد أسقط عن نفسه موجبات الرحمة في الآخرة، واستحق أن يعامله الحقّ عزّ وجلّ بمقتضى عدله المطلق الذي يقتضي معاملة كل إنسان وفقاً لعمله في الدنيا.. ولو ساوى الله بين عباده في الحساب وأدخل الجميع فسيح جناته.. لأصبح ظالماً لعباده الصالحين الطائعين.. فعدله عزّ وجلّ يقتضي أن يكون رحمن الدنيا فتشمل رحمته في الدنيا جميع خلقه، وأن يكون رحيم الآخرة فتشمل رحمته في الآخرة عباده الصالحين الطائعين، بل إنَّ تعذيب النفوس الشريرة التي دأبت على المعصية قد يكون رحمة من الله سبحانه وتعالى لتطهير هذه النفوس من شرها وعنادها، فإذا أدخلها الجنة بعد ذلك دخلت طاهرة بما يتناسب مع قداسة الجنة وقداسة أهلها.
إنَّ الله تبارك وتعالى واحدٌ أحدٌ متعدد الصفات، ولكل صفة مجال للعمل، فصفة الرحمة لها موجبات، وصفة الانتقام لها موجبات، فإذا تحققت موجبات الرحمة حلَّت الرحمة حيث تحققت موجباتها.. وإذا تحققت موجبات الانتقام الإلهي.. حلَّ الانتقام حيث تحققت موجباته.. ولا تعارض بين هذا وذاك... وإنه لمن الجهل المتعمد بالكمال الإلهي أن ينتقي الإنسان من الصفات الإلهية ما يوافق هواه فيتشبث بها، بينما يغفل ويتناسى سائر الصفات وكأنها ليست من صفات الله عزّ وجلّ.
وقد قال النبي صل الله عليه وسلم : [إنَّ الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي]    
وفي رواية أخرى: [تغلب غضبي] أي غلبت بكثرة آثارها.. بدليل أن قسط الخلق من الرحمن أكبر من قسطهم من العذاب، لنيلهم إياها بلا استحقاق، فقلم التكليف مرفوع عنهم إلى البلوغ، وعقوبة العصيان غير معجلة، وحتى مع العصيان فإنَّ الله يرزقهم ويقبل توبتهم... أنَّ الحقّ جلا وعلا رحمن رحيم في نفس الوقت الذي هو فيه شديد الانتقام وشديد العذاب.  لقوله تعالى: {اعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"98"}[سورة المائدة].                                                         
ولا تعارض البتة لمن يفهم المسألة على وجهها الصحيح. فسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم.. الرحيم الذي ينزل إلى السماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك... من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ 
من ذا الذي يسألني فأعطيه؟                                           
من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ 
فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر.
فتبارك ربنا الملك الحقّ.. الرحمن الرحيم.

ولا بدَّ أن نشير بأنَّ اسم الله تعالى الرحمن ورد في القرآن الكريم 48 مرة.. وورد اسم الله تعالى الرحيم 114 مرة.. وهذان الاسمان وردان مفردان في بعض الآيات.. أو مضافان... فمثلاً الرحمن أكثر وروده كما ذكرنا كان مع اسم الله تعالى الرحيم. 
{وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"163"}[سورة البقرة].                
واسم الله تعالى الرحيم أكثر وروده كان مضافاً إلى اسم آخر من أسمائه تعالى في آياته:  الرحمن الرحيم* إنك أنت التواب الرحيم* إن الله غفور رحيم* وإن ربك لهو العزيز الرحيم* فإن ربكم لرؤوف رحيم* إن رب رحيم ودود* إن الله هو التواب الرحيم*
{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً"43"}[سورة الأحزاب].                                   
فسبحان الله تعالى الرحمن الرحيم.

المراجع
القرآن الكريم
رياض الصالحين
مختار الصحاح
غزيرة.. أم تقدير إلهي... للدكتور شوقي أبو خليل
من آيات الإعجاز العلمي .................للدكتور زغلول النجار
موسوعة الحديث النبوي الشريف (الصحاح والسنن والمسانيد) 
موقع طريق القرآن...  www.quranway.net
موقع روح الإسلام...  www.islamspirit.com

من كتاب أبواب المعرفة ج1 بقلم: إيمي البخاري

0 التعليقات to معرفة اسم الله الرحمن الرحيم

إرسال تعليق