معرفة اسم الله الخالق

نشرت بواسطة مدونة إيمي البخاري في الجمعة، 25 يوليو 2014 1 التعليقات


خلق الله العالم أي أوجده من العدم، والخلق في اللغة بمعنى الإنشاء.. أو النصيب لوافر من الخير والصلاح و(الخالق) بالألف واللام لا تطلق إلا على الحقّ عزّ وجلّ، والخالق في صفات الله تعالى هو الموجد للأشياء، المبدع المخترع لها على غير مثال سبق، وهو الذي قدر الأشياء وهي في طوايا العدم، وكملها بمحض الجود والكرم، وأظهرها وفق إرادته ومشيئته وحكمته... والله الخالق من حيث التقدير أولاً، والبارئ للإيجاد وفق التقدير، والمصور لترتيب الصور بعد الإيجاد، ومثال ذلك الإنسان... فهو أولاً يقدر ما منه موجود.. فيقيم الجسد.. ثم يمده بما يعطيه الحركة والصفات التي تجعله إنساناً عاقلاً، ويجوز أن يطلق على الإنسان وصف (خالق) ولا حرج، بينما لا يجوز أن يوصف وأن يسمى (الخالق) ويؤخذ ذلك من قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِن طِينٍ "12" ثُمَّ جَعَلنَاهُ نُطفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ "13" ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"14"}[سورة المؤمنون].                                     
فدل قوله تعالى (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) على أنه عزّ وجلّ أطلق على الإنسان وصف خالق وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن خلق الإنسان هو خلق معدوم من موجود، بينما خلق الله هو خلق موجود من معدوم... خذ على سبيل المثال: السيارة فتجد أن الإنسان يخلقها من مواد موجودة في الكون كالمعدن وخلافه، ولو لم تكن هذه المواد موجودة لما استطاع الإنسان أن يخلق أو يصنع السيارة.
أما بالنسبة للحقّ جلّ وعلا فإنَّ الأمر مختلف.. إذ أنه يخلق الشيء من العدم المطلق.. والعدم المطلق هو اللاشيئيّة.. فهو تبارك وتعالى يخلق الشيء دون أن يكون له سابقة وجود على الإطلاق، ولقد أكد عزّ وجلّ على مسألة الخلق من العدم المطلق في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى: {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئا"9"}[سورة مريم].   
{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَّ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيئاً مَذكُوراً"1"}[سورة الإنسان]. 
أي أنَّ الإنسان لم يكن له وجود قبل أن يخلقه الله عزّ وجلّ. لقوله تعالى: {...إِنَّهُ يَبْدَؤُا الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالقِسْطِ...."4"}[سورة يونس].{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ....."34"}[سورة يونس]. 
{..... كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِِلِينَ"104"}[سورة الأنبياء]. 
والحقّ سبحانه وتعالى لم يؤكد حقيقة الخلق من العدم فحسب، وإنما أكد حقيقة أخرى ألا وهي أن كل شيء عدا الله عزّ وجلّ مخلوق له خاضع لأمره، ولا استثناء في هذه القاعدة، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: {..... وَخَلَقَ كُلَّ َشيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً"2"}[سورة الفرقان].
{..... قُلِ اللهُ خَلِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ"16"}[سورة الرعد].
{اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ وَكِيلٌ"62"}[سورة الزمر]. 
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ"62"}[سورة غافر].   
{ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ"102"}[سورة الأنعام].                                                   
فالمولى عزّ وجلّ نظراً لخطورة هذه المسألة أراد أن يغلق الباب في وجه المبتدعين.. فلم يكتف بالإجمال الوارد في الآيات السابقة.. وإنما فصل هذه الآية بآيات أخرى ليؤكد أنَّ كل شيء مخلوق.. ويؤكد أنه خالق كل شيء من هذه الآيات قوله تعالى: 
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً.."29"}[سورة البقرة]. 
{الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ"1"}[سورة الأنعام]. 
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ الَّليْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ...."33"}[سورة الأنبياء]. 
{الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ..."59"}[سورة الفرقان]. 
{الرَّحْمَنُ "1" عَلَّمَ القُرْآنَ "2" خَلَقَ الإِنسَانَ "3" عَلَّمَهُ البَيَانَ"4"}[سورة الرحمن]. 
{وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ"15"}[سورة الرحمن].
وصفة الخلق من العدم لدى الله عزّ وجلّ ليست معجزة واحدة فحسب بل معجزات متعددة متداخلة ولا يمكن لاجتهاد العقل أن يحصرها، فإحداث الشيء من اللاشيء إعجاز يعجز العقل عن تصوره، وخلق كائن حي يدرك ذاته ويدرك الكون المحيط به ويدرك خالقه إعجاز آخر، وقد لفتنا جلّ وعلا إلى إعجاز استحداث الكائنات الروحية ولفتنا أيضاً إلى أنه وحده القادر على هذه الكائنات فقال جلّ وعلا:  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ"73"}[سورة الحج].                                                                            
لقد صنع أو (خلق) الإنسان السيارة والقطار والطائرة والصاروخ والقمر الصناعي والتلفاز والمذياع والكمبيوتر والموبايل وغير ذلك كثير، ولكن البشرية جمعاء لن تستطيع خلق ذبابة ولو اجتمعت في صعيد واحد، والسبب هو أنَّ الذبابة كائن روحي تدب فيه الحياة بنفخة من الله عزّ وجلّ لا يملكها سواه.. إنها سر من أسراره جلّ وعلا.. ومن معجزات الخلق أيضاً أنه بين الكاف والنون، فالحقّ سبحانه وتعالى إذا أراد أن يخلق شيئاً فإنما يقول له كن فيكون دون أدنى جهد أو إعياء، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ "59"}[سورة آل عمران].
وحينما ادعى اليهود أن الله استراح بعد أن خلق الخليقة رد عليهم الحقّ عزّ وجلّ بقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ"38"}[سورة ق].                                                   
أي إعجاز هذا؟ كلمة واحدة من الله عزّ وجلّ كفيلة باستحداث المخلوق دون جهد ودون عناء... كيف للإنسان أن يتصور الحجم الحقيقي لهذه القدرة وهذا الإعجاز؟ 
ومن معجزات الخلق أيضاً أنَّ الحقّ تبارك وتعالى يخلق ما يشاء، فإذا أراد أن يخلق شيئاً لن يحول دون هذا الخلق حائل؛ وقد أكد جلّ وعلا هذه الحقيقة بقوله تعالى: {...قَالَ كَذَلِكَ اللهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ.."47"}[سورة  آل عمران]
.{...يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ "17"}[سورة المائدة].
والخلق الإلهي ليس خلقاً عشوائياً.. بل هو خلق محكم مبني على علم إلهي مطلق، فإذا تأملت الكون وما به من تكامل وتناسق بين المخلوقات علمت مدى القدرة الإلهية على الخلق والإبداع... انظر إلى أي مخلوق من مخلوقات الله عزّ وجلّ على حدة.. ُيهيأ لك أنه كائن مستقل بذاته منفصل عما حوله، ولكن دقق النظر تجد أنَّ هذا المخلوق ليس مستقلاً عن الكون بل هو جزء من كل... فالإنسان مثلاً لا يمكن أن يتصور وجوده بدون الهواء الذي يحيط به في كل مكان على سطح الكرة الأرضية، والماء الذي وفره له الله عزّ وجلّ، أو الطعام الذي تنبته له الأرض بإذنه.. وبهذه النظرة يبدو الإنسان وكأنه ترس في ساعة الكون لا انفصال ولا وجود لأحدهما بدون الآخر، فالحقّ سبحانه وتعالى خلق المخلوقات الحية وخلق لها مقومات الحياة في إبداع، وعلم لا يدانيه علم، وحسن لا يدانيه حسن، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ"7"}[سورة السجدة].          
فإذا كان الحقّ سبحانه وتعالى قد خلق الكون بهذا الإبداع وهذا الإحكام فهل يمكن أن نتصور أنه خُلق بلا غاية وبلا هدف... وأن المسألة " أرحام تدفع، وقبور تبلع" كما قال الدهريون: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ..."24"}[سورة الجاثية].                                            
{وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ..."10"}[سورة السجدة].
فيرد الحقّ تبارك وتعالى على هؤلاء الدهريين قائلاً: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ..."85"}[سورة الحجر].
وكما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ "16"}[سورة الأنبياء]. 
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ"115"}[سورة المؤمنون].                                            
فالخلق إذن ليس عبثاً وليس زوالاً وفناء، وإنما لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، وفي ذلك يقول جلّ وعلا في الحديث القدسي:
[كنت كنزاً مخفياً فأردت أن أُعرف فخلقت الخلق؛ فبه عرفوني] ويقول في محكم التنزيل: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ "56"}[سورة الذاريات]. 
فقد شاءت حكمة المولى أنْ يخلق الكون ويخلق الإنسان، ويجعل الحياة الدنيا داراً للاختبار؛ والآخرة دار للجزاء والقرار.. هل سيشكر الإنسان على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى أم سيكفر ويشرك ويجحد؟   
فالخلق إذن لغاية، والبعث حقيقة لا مراء فيها، وفي ذلك يقول جلّ شأنه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ"5"}[سورة الحج]. 
والمسألة لا تقف عند حد قدرته سبحانه وتعالى على البعث، بل هو قادر على تغيير الجنس البشري بأكمله بمخلوقات أخرى، وما ذلك عليه بعزيز وفي ذلك يقول جلّ وعلا:  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ"15" إِن يَشَأ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ "16" وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ"17"}[سورة فاطر].
فإذا كان الحقّ جلّ وعلا هو الخالق المحدث المبدع.. فإنه إذن وحده المستحق للعبادة والمستحق للشكر، وعبادة غيره ظلم للنفس وحياد عن الحقّ، وفي ذلك يقول جلّ شأنه:  {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ"20"}[ سورة النحل].                                                          
ويقول سبحانه: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ..."3"}[سورة الفرقان].                                                       
والمولى تبارك وتعالى يحثنا على التأمل في مخلوقاته.. لما في ذلك من حث على الإيمان بوجوده والإيمان بكمال صفاته ورسله وكتبه واليوم الآخر، وفي ذلك يقول جلّ شأنه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"164"}[سورة البقرة].
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ"190" الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"191"}[سورة آل عمران]. 
والأسماء الحسنى بما تعطيه من أوصاف قديمة قِدم الله عزّ وجلّ... فهو جلّ شأنه (الخالق)  قبل أن يخلق الخلق، ولو لم يكن المولى عزّ وجلّ موصوفاً بهذا الوصف منذ الأزل لما استطاع أن يخلق... إنه تبارك وتعالى يخلق ما يشاء في الوقت الذي يشاء وفي ذلك يقول جلّ وعلا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"1"}[سورة فاطر].                                                     
ومهما تحدث المتحدثون عن هذا الاسم وغيره من الأسماء الحسنى ومن خلال ما كشف الله لهم في كتابه وسنّة نبيه فإنهم لن يستكشفوا جلال أسمائه عزّ وجل وأسرار صفاته، فإذا كنا نعجز عن الإلمام بما كشفه لنا الله تبارك وتعالى.. فماذا عن المحجوب الذي لم نتهيأ بعد لاستقباله والذي احتفظ به جلّ وعلا في علمه؟ 
إنَّ الخالق هو المبدع للخلق، والمخترع له على غير مثال...{.. أَلا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ"54"}[سورة الأعراف].   
فمثلاً من بين الحشرات جميعاً، يتشابه النمل مع الإنسان في العادات. إنه يبني المدن، ويشق الطرق، ويحفر الأنفاق، ويخزن الطعام في مخازن أو صوامع أو مستودعات خاصة به، وبعض أنواعه تقيم الحدائق، وتزرع النباتات أيضاً، ومن النمل نوع يحتفظ بمواشٍ خاصة به ويرعاها.. حتى أن هناك قبائل من النمل تشن الحروب على بعضها البعض، ويأخذ النمل المنتصر أسرى من النمل الضعيف المنهزم، وبالاختصار فللنمل مدينة غريبة تخصه، ومن الحقائق العلمية عن النمل أنه يستأنس الحشرات، ولقد وُجد نحو 2000 نوع من هذه الحشرات المختلفة داخل مساكن النمل، فنراه نجح في استئناس هذا العدد الكبير من الحشرات المختلفة، وهو أكثر مما استأنسه الإنسان: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"11"}[سورة  لقمان].
وندعوه عزّ وجلّ أن يعلمنا من علمه الفياض.. لقوله الحقّ: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"24"}[سورة الحشر].                
فسبحان الله تعالى الخالق.

المراجع
القرآن الكريم
رياض الصالحين
مختار الصحاح
غزيرة.. أم تقدير إلهي... للدكتور شوقي أبو خليل
من آيات الإعجاز العلمي .................للدكتور زغلول النجار
موسوعة الحديث النبوي الشريف (الصحاح والسنن والمسانيد) 
موقع طريق القرآن...  www.quranway.net
موقع روح الإسلام...  www.islamspirit.com

من كتاب أبواب المعرفة ج1 بقلم: إيمي البخاري





















1 التعليقات to معرفة اسم الله الخالق

  1. says:

    Anonymous تحياتي للجميع، يقولون أن الحياة مليئة بالخداع. لا يمكن مقارنة أي عذاب أو ألم بما قام به نصر يوسف. الخبرة في أيدي المحتالين، والجزء الأكثر إزعاجًا في الأمر هو أن شخصًا ما ينشر دائمًا تلقي قرض منهم، وهذا ليس سوى أكاذيب واستراتيجية لخداع وابتزاز الناس لكسب المال بصعوبة. لقد كنت ضحية عدة مرات بسبب ذلك، بعد قراءة منشور عنهم، انتهى بي الأمر إلى الوثوق بهم دون التحقق، لقد خسرت أكثر من 12500 دولار أثناء سعيي للحصول على قرض، لقد بعت سيارتي وتخلفت عن سداد فواتيرتي ولكني استمر في الوقوع ضحية كانت الحياة قطعة من القمامة مليئة بالفوضى. لقد ترك أطفالي المدرسة، وحرمني البنك الذي أتعامل معه من الائتمان لأن درجة الائتمان الخاصة بي كانت منخفضة بالفعل بعد أن تركت البنك بقلب مكسور، اقترب مني أحد الموظفين في البنك وقالوا إن هناك مؤسسة مالية تسمى مؤسسات الائتمان للقروض التي تقول نعم حتى عندما تقول البنوك والمؤسسات المالية الأخرى لا. لقد نصحتني بأن أحاول أن أكون صادقًا، فقد كنت متشككًا جدًا في مغادرة البنك دون أن أقول لها كلمة واحدة. لقد مر شهر بعد دخول ابني الأكبر إلى المستشفى وهو ينظر إلى الأعلى والأسفل، لا شيء لدفع فاتورة المستشفى، محطمًا ومرتبكًا، ثم تذكرت ما أخبرني به موظفو البنك وذهبت بسرعة إلى البنك لأتوسل إليها واستفسر عن كيفية القيام بذلك. للاتصال بمؤسسات ائتمان القروض وأعطتني التفاصيل وهي البريد الإلكتروني: (loancreditinstitutions00@yahoo.com) whatsapp/ أرسل رسالة نصية لخدمة العملاء من خلال +393512640785. بعد اتباع الإجراءات الواجبة والامتثال لسياستهم في أقل من 96 ساعة، تمت الموافقة على رصيدي وتحويله إليّ. تقدمت لاحقًا بطلب للحصول على قرض منزلي ومشروع تجاري بقيمة 350,000.00 دولارًا أمريكيًا، والذي أحصل عليه وأحصل على منزل في الغردقة، الدهار. مؤسسات الائتمان القروض هي الأفضل. خدمة عملاء واتساب: +393512114999. في الواقع يقولون نعم عندما يقول البنك الذي تتعامل معه والمؤسسات المالية الأخرى لا.

إرسال تعليق