حقيقة ليلة القدر بين القرآن والعلم

نشرت بواسطة مدونة إيمي البخاري في الجمعة، 25 يوليو 2014 0 التعليقات


ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان وأعظمها قدراً، حيث ورد في القرآن أنها خير من ألف شهر، وأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن. 
(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2)لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ((5)[سورة القدر]
وليلة القدر هي في شهر رمضان يقيناً، لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( [البقرة: 185]
وتفسير هذا كما ورد في بعض الروايات عن عبد الله بن عباس أنها الليلة التي أمر الله فيها جبريل بإنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان في سماء الدنيا يسمى بيت العزة، ثم من بيت العزة صار ينزل به جبريل على محمد متفرقًا على حسب الأسباب والحوادث، فأول ما نزل منه كان في تلك الليلة نزلت أول خمس آيات من سورة العلق.
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
كما يمكن التماس ليلة القدر وطلبها في الليالي السبع الأخيرة من رمضان، فعن ابن عمر: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت (أي توافقت) في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر" (متفق عليه)، وعن ابن عمر أيضًا: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يُغلبن على السبع البواقي" (رواه أحمد ومسلم والطيالسي عن ابن عمر كما في صحيح الجامع الصغير 1242).

فضل ليلة القدر
نوَّه الله تعالى بشأنها، وسماها ليلة القدر وقيل‏:‏ لأنها تقدَّر فيها الآجال والأرزاق وما يكون في السنة من التدابير الإلهية؛ كما قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏)‏[‏سورة الدخان‏:‏ آية 4‏]‏، فسماها الله ليلة القدر من أجل ذلك‏.‏ كما قيل‏:‏ سميت ليلة القدر لأنها ذات قدر وقيمة ومنزلة عند الله سبحانه وتعالى‏.‏ 
وأبضاً سماها ليلة مباركة؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏(‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ في لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ‏) ‏[‏سورة الدخان‏:‏ آية 3‏]‏‏؛‏ ونوه الله بشأنها بقوله‏:‏ ‏(‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏ ([سورة القدر‏:‏ آية 2، 3‏]‏؛ أي‏:‏ العمل في هذه الليلة المباركة يعدل ثواب العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وألف شهر ثلاثة وثمانون عامًا وزيادة؛ فهذا مما يدل على فضل هذه الليلة العظيمة‏.‏ 
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها ويقول صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‏‏ ‏[‏رواه البخاري  في ‏‏صحيحه‏‏ ‏(‏بدون ذكر‏.‏‏.‏‏.‏ وما تأخر‏)].‏ 
وأخبر سبحانه وتعالى أنها تنزل فيها الملائكة والروح، وهذا يدل على عظم شأنها وأهميتها؛ لأن نزول الملائكة لا يكون إلا لأمر عظيم‏.‏ ثم وصفها بقوله‏:‏ ‏(‏سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ‏) ‏[‏سورة القدر‏:‏ آية 5‏]‏، فوصفها بأنها سلام، وهذا يدل على شرفها وخيرها وبركتها، وأن من حرم خيرها؛ فقد حرم الخير الكثير‏.‏ 
فهذه فضائل عظيمة لهذه الليلة المباركة‏؛ ولكن الله سبحانه بحكمته أخفاها في شهر رمضان؛ لأجل أن يجتهد المسلم في كل ليالي رمضان؛ طلبًا لهذه الليلة، فيكثر عمله، ويجمع بين كثرة العمل في سائر ليالي رمضان مع مصادفة ليلة القدر بفضائلها وكرائمها وثوابها، فيكون جمع بين الحسنيين، وهذا من كرم الله سبحانه وتعالى على عباده‏، فهي ليلة عظيمة مباركة، ونعمة من الله سبحانه وتعالى، تمر بالمسلم في شهر رمضان، فإذا وفق باستغلالها واستثمارها في الخير؛ حصل على أجور عظيمة وخيرات كثيرة هو بأمس الحاجة إليها‏.

علامات ليلة القدر
ذكر الشيخ ابن عثيمين أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة، فأما العلامات المقارنة فذكر منها: قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، وأن الرياح تكون فيها ساكنة. 
وأما العلامات اللاحقة فذكر منها أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع، ودلل لذلك بحديث أبي بن كعب - أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها"
وورد حديث لرسول الله صل الله عليه وسلم عن ليلة القدر (ليلة القدر ليلة بلجاء -لا حر ولا برد- لا تضرب فيها الأرض بنجم، صبيحتها تخرج الشمس بلا شعاع، وكأنها طست كأنها ضوء القمر)

العلم وليلة القدر
قال الله تعالى في كتابه: "ما فرطنا في الكتاب من شيء"، وذلك معناه أن القرآن الكريم موجود فيه كل شيء.
ولقد ثبت علمياً أن الأرض ينزل عليها في اليوم الواحد من 10 آلاف إلى 20 ألف شهاب، من العشاء إلى الفجر، غير أن ليلة القدر فيها لا ينزل أي شعاع ومن يعرف ذلك الكلام هو وكالة ناسا؛ ولقد أوضح المتحدث كارنار ذلك حيث قال: نعرف في وكالة ناسا ليلة القدر منذ أكثر من10 سنوات لكنهم طبعاً أخفوا الكلام عن العالم وخاصة العالم الإسلامي، وطبعاً العرب والمسلمين ومن يقعدون على الكراسي ويتركون أمور دينهم، مقصرون في إثبات حقيقة ليلة القدر "سلام هي حتى مطلع الفجر"، وأن الأرض لا يضرب فيها بنجم.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا

0 التعليقات to حقيقة ليلة القدر بين القرآن والعلم

إرسال تعليق